عندما يتعلق الأمر بالأخلاقيات حول المحتوى المضلل، يمكننا تطبيق بعض العدسات الأخلاقية الرئيسية لمساعدتنا في تحليل المواقف المعقدة. انظر الأمثلة أدناه في سياق دراسة حالة:
دراسة حالة: المحتوى الفلسطيني على وسائل التواصل الاجتماعي
تجمع منصات التواصل الاجتماعي (على سبيل المثال فيسبوك ويوتيوب واكس/تويتر بين الذكاء الاصطناعي والكفاءات البشرية لتيسير المنصات الخاصة بها.
يستخدم الذكاء الاصطناعي على فيسبوك استراتيجيات مثل «الإزالة والتقليص والإبلاغ» لإدارة المحتوى الذي ينتهك شروط الخدمة. وهنا يتم استخدام تقنيات مثل البرمجة اللغوية العصبية (NLP) وPanoptic FPN للتعرف على المحتوى المتعلق بالعري والعنف والمواد الإباحية المتعلقة بالأطفال والإرهاب، والتعامل مع هذه المسائل، حيث يتم ازالتها بشكل تلقائي.
وفي الوقت نفسه، هناك إمكانية لتقليص ظهور المحتوى المصنف على أنه مجرد “افتراء كاذب”، بحيث يصبح غير واضح للعيان، ويتم اتخاذ إجراءات ضد المحتوى الذي يتم تصنيفه على أنه “عنيف” أو “حساس” من خلال اجراء “فلاغ” Flag لضبط المعلومات الظاهرة للمشاهدين.
وعلى الرغم من هذه التدابير التي تهدف إلى الامتثال لمعايير حقوق الإنسان، أدى استخدام الذكاء الاصطناعي في تيسير المحتوى إلى أخطاء وجدل، لا سيما مع الإزالة غير المنصفة للمحتوى المتعلق بفلسطين، مما يمكن أن يعكس مخاوف بشأن التمييز الرقمي ودقة أنظمة الذكاء الاصطناعي.
في إحدى دراسات الحالة المعروفة، التي تناولت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تبين أنه تتم إزالة المحتوى المتعلق بفلسطين من قبل منصات التواصل الاجتماعي الرئيسية بشكل تلقائي عبر أدوات تيسير يديرها الذكاء الاصطناعي.
ظهرت تقارير تشير إلى أن خوارزميات الذكاء الاصطناعي تقوم بالإبلاغ عن الموضوعات الفلسطينية وتزيلها بطريقة غير منصفة أو محايدة، خاصة خلال فترات الصراعات الدائرة هناك. ووفقاً لنشطاء ومنظمات الحقوق الرقمية، فإن أنظمة الذكاء الاصطناعي هذه من المحتمل أن تكون مبرمجة بطريقة تجعلها متحيزة لطرف ضد طرف آخر، بحيث لا تميز بين التعبير السياسي المشروع والمحتوى الذي يندرج تحت شروط الحظر، مما يؤدي إلى إزالة للمحتوى بشكل غير منصف.
أثار ذلك جدلاً حول حيادية وفعالية الذكاء الاصطناعي في تحرير المحتوى، مما دعا إلى إجراءات تيسير أكثر شفافية، بشكل يخضع للمساءلة ويحترم حقوق المستخدمين في حرية التعبير، وبشكل يراقب الانتهاكات والاختراقات المتعلقة بالسياسة ويجابهها بشكل فاعل.
التقليد النفعية يقيم الأفعال بناءً على عواقبها، بهدف تعظيم الرفاهية العامة. بالنسبة لمنصات التواصل الاجتماعي، يعني هذا النظر في التوازن بين الأضرار والفوائد عند اتخاذ قرارات حول مستويات تيسير المحتوى. في دراسة الحالة لدينا، مال المنصات إلى التيسير الصارم بسبب القلق من المخاطر مثل التحريض والمحتوى المضلل، على الرغم من أن الافتراضات الأساسية وراء هذه القرارات مفتوحة للنقاش.
نهج الخير العام
نهج الخير العام يركز على الرفاهية العامة للمجتمع، ويسلط الضوء على قيم مثل الاحترام والرحمة لجميع الأفراد، خاصةً أولئك الذين يتم تهميشهم. عندما يتعلق الأمر بتيسير مناقشات وسائل التواصل الاجتماعي حول الصراع في غزة، يكون الهدف هو دعم المضطهدين والحفاظ على وحدة المجتمع. ومع ذلك، قد تؤدي إجراءات التيسير الصارمة للذكاء الاصطناعي إلى إسكات الأصوات الفلسطينية عن غير قصد وإثارة تساؤلات حول ما إذا كانت تلك الإجراءات مفيدة حقًا للمجتمع ككل. هل هناك أفراد يتم استبعادهم من هذا الازدهار المجتمعي بسبب قرارات التيسير؟
نهج الحقوق
نهج الحقوق يؤكد على الكرامة والحريات الأساسية للأفراد التي يجب دائمًا احترامها. يمكن أن يكون من الصعب التنقل بين حقوق مجموعات مختلفة، مثل منصات التواصل الاجتماعي، الصحفيين، المدنيين في غزة، والمستخدمين المهتمين بتغطية الأخبار عن الصراع. يتطلب تحديد الحقوق التي تأخذ الأسبقية تقييم الصراعات المحتملة والاعتبارات الأخلاقية.
نهج الفضيلة
نهج الفضيلة يركز على تعزيز الصفات الشخصية الحميدة، مثل الصدق، عند اتخاذ القرارات. الشفافية مهمة لمنصات التواصل الاجتماعي التي تتعامل مع تحديات تيسير المحتوى. الصدق في هذه الحالة يشمل التواصل المفتوح حول إجراءات وقواعد التيسير مع المستخدمين، وضمان الوضوح والمسؤولية في صنع القرار. لذا، لكي تُظهر فيسبوك الفضيلة في تيسير المحتوى، يجب عليها إعطاء الأولوية للشفافية، مما يمنح المستخدمين الفرصة لفهم وتقدير الأسباب وراء قرارات التيسير.
العدالة
العدالة مهمة جدًا في تقييم القرارات التي تتخذها منصات التواصل الاجتماعي حول المحتوى الذي يجب تيسيره. يعني ذلك معاملة الجميع بشكل عادل وشرح أي اختلافات في المعاملة. كما يتضمن النظر في العدالة التفكير في ما إذا كانت سياسات التيسير تأخذ في الاعتبار جميع الأشخاص المتأثرين. إذا لم تفعل ذلك، قد تثار تساؤلات حول العدالة والمعايير المستخدمة لاتخاذ القرارات.
ممارسة أخلاقيات الفضيلة تتطلب توازناً مستمراً. لا يوجد دليل شامل للتنقل في كل معضلة أخلاقية تتطلب سلوكًا فاضلاً. تطبيق هذه النظرية هو عملية فريدة لكل حالة، ولا يوجد حالتان متشابهتان تمامًا. في حين قد يكون الصدق والعدالة موجهين للشركات في تيسير المحتوى، قد تكون الصبر والاعتدال أكثر ملاءمة في سيناريو مختلف. كيف يمكننا تحديد الفضائل التي يجب إعطاؤها الأولوية في حالة معينة؟ وكيف يجب أن نتعامل مع الفضائل المتضاربة التي تقدم حلولًا متعارضة؟